نتنياهو في البيت الأبيض- المماطلة، إيران، وسوريا في قلب الخلافات
المؤلف: عبدالرحمن الطريري09.24.2025

اصطحب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض أربعة ملفات رئيسية، كان جوهرها محاولة يائسة لكسب الوقت وإطالة أمد العمليات العسكرية في غزة، باعتبارها طوق النجاة الذي يعلق به خوفًا من المساءلة القضائية، فلطالما سعى لشراء الوقت من الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن، والتي منحته مهلة أولى حتى يناير 2024، ثم أخرى حتى فبراير من العام نفسه، إدراكًا منه أن أي توقف للعمليات العسكرية، خاصة في غزة، يهدد بقاء ائتلافه الحكومي الهش.
كما رأى نتنياهو في فتح جبهات قتال جديدة متنفساً لغريزة البقاء لديه، سواء في لبنان أو اليمن، إلا أن لبنان اليوم يخضع لاتفاق وقف إطلاق النار، وإن كانت إسرائيل لم تلتزم ببنوده وما زال جيشها متمركزًا على أراضيه، تحديدًا على التلال الجنوبية الخمس.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، الذي كان حاضرًا بقوة في حقيبة نتنياهو، فقد كان يتمنى الحصول على ضوء أخضر لشن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، وحث الإدارة الأمريكية على ممارسة ضغوط مكثفة على طهران لتبني النموذج الليبي في عام 2003، والذي يقضي بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
أما الملف الرابع والأخير، والذي يمثل آخر محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي لإدامة حالة الصراع العسكري، فتمثل في قصف مناطق داخل الأراضي السورية بحجة منع النفوذ التركي، وهو الملف الذي يعكس بشكل جلي التباين العميق في وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، حيث بالغ الرئيس الأمريكي في موقفه، ولم يكتفِ بالحديث عن نفوذ تركي في سوريا، بل ذهب إلى حد اعتبار أن تركيا قد ابتلعت سوريا بالفعل، وهو ما لم يفعله أحد منذ ألفي عام، ثم وجه حديثه إلى نتنياهو مطالبًا إياه بالتعامل بعقلانية مع هذا الأمر.
من ناحية أخرى، ربما كان أسوأ خبر تلقاه نتنياهو خلال اجتماعه في المكتب البيضاوي هو إعلان أمريكا عن عزمها عقد مباحثات مباشرة مع طهران يوم السبت، وهي مفاوضات رفيعة المستوى بين وزيري خارجية البلدين، تهدف إلى بحث فرص التوصل إلى اتفاق يجنب المنطقة أي تصعيد عسكري، مع التأكيد على أن الخيار العسكري يبقى مطروحًا على الطاولة.
ولعل الخبر الآخر غير السار الذي سمعه نتنياهو خلال الأسابيع القليلة الماضية، هو عقد واشنطن مفاوضات مباشرة مع حركة حماس، الأمر الذي دفع الأخيرة للتعليق على تصريحات نتنياهو قائلة: "إن الأجواء في محادثاتنا مع واشنطن لا تعكس ما قاله نتنياهو". ومن هنا يتضح لنا النهج الذي تتبعه الإدارة الأمريكية، والذي يتميز بالمباشرة والابتعاد عن المفاوضات المطولة غير المباشرة التي اعتاد عليها الديمقراطيون.
ويتسم هذا النهج أيضًا بهدف استراتيجي في نهاية المطاف، بغض النظر عن الانتقادات التي قد تثار، وهو سعي الرئيس الأمريكي الحالي لنيل جائزة نوبل للسلام، وتحقيق إنجاز تاريخي لا يضاهيه فيه أي رئيس أمريكي آخر، وبالتالي لا يولي اهتمامًا كبيرًا لما يريده أردوغان أو نتنياهو في سوريا، بل يركز على تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، وهو النهج ذاته الذي يتبعه في لبنان.
وينطبق الأمر نفسه على إيران، حيث لا يعتبر توجيه ضربة عسكرية لها هدفًا في حد ذاته، بل يرى في الحلول العسكرية مجرد وسيلة لتهيئة الظروف المناسبة للتوصل إلى حل، وليس غاية بحد ذاتها. وفي سبيل تحقيق حلمه بنوبل، قد يكون الرئيس الأمريكي الحالي هو الرئيس الوحيد الذي يلتقي المرشد الأعلى الإيراني، تمامًا كما التقى رئيس كوريا الشمالية في فترته الرئاسية الأولى. وأخيرًا، لا يوجد دعم مطلق لأي طرف إذا ما تحول إلى عائق أمام تحقيق هذا الهدف، ولعل نتنياهو يرى أمامه الآن سيناريو مشابه لما حدث مع زيلينسكي، ويسعى للخروج بأقل الخسائر الممكنة.
يقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي استمع إلى نصيحة الصحفيين بأن الصورة تساوي ألف كلمة، ولذلك حرص على ارتداء ربطة عنق حمراء مماثلة لتلك التي ارتداها الرئيس الأمريكي، في محاولة لإظهار التوافق بينهما، إلا أن حجم التباين في وجهات النظر كان أكبر من أن يخفيه مظهر خارجي.
كما رأى نتنياهو في فتح جبهات قتال جديدة متنفساً لغريزة البقاء لديه، سواء في لبنان أو اليمن، إلا أن لبنان اليوم يخضع لاتفاق وقف إطلاق النار، وإن كانت إسرائيل لم تلتزم ببنوده وما زال جيشها متمركزًا على أراضيه، تحديدًا على التلال الجنوبية الخمس.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، الذي كان حاضرًا بقوة في حقيبة نتنياهو، فقد كان يتمنى الحصول على ضوء أخضر لشن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، وحث الإدارة الأمريكية على ممارسة ضغوط مكثفة على طهران لتبني النموذج الليبي في عام 2003، والذي يقضي بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
أما الملف الرابع والأخير، والذي يمثل آخر محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي لإدامة حالة الصراع العسكري، فتمثل في قصف مناطق داخل الأراضي السورية بحجة منع النفوذ التركي، وهو الملف الذي يعكس بشكل جلي التباين العميق في وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، حيث بالغ الرئيس الأمريكي في موقفه، ولم يكتفِ بالحديث عن نفوذ تركي في سوريا، بل ذهب إلى حد اعتبار أن تركيا قد ابتلعت سوريا بالفعل، وهو ما لم يفعله أحد منذ ألفي عام، ثم وجه حديثه إلى نتنياهو مطالبًا إياه بالتعامل بعقلانية مع هذا الأمر.
من ناحية أخرى، ربما كان أسوأ خبر تلقاه نتنياهو خلال اجتماعه في المكتب البيضاوي هو إعلان أمريكا عن عزمها عقد مباحثات مباشرة مع طهران يوم السبت، وهي مفاوضات رفيعة المستوى بين وزيري خارجية البلدين، تهدف إلى بحث فرص التوصل إلى اتفاق يجنب المنطقة أي تصعيد عسكري، مع التأكيد على أن الخيار العسكري يبقى مطروحًا على الطاولة.
ولعل الخبر الآخر غير السار الذي سمعه نتنياهو خلال الأسابيع القليلة الماضية، هو عقد واشنطن مفاوضات مباشرة مع حركة حماس، الأمر الذي دفع الأخيرة للتعليق على تصريحات نتنياهو قائلة: "إن الأجواء في محادثاتنا مع واشنطن لا تعكس ما قاله نتنياهو". ومن هنا يتضح لنا النهج الذي تتبعه الإدارة الأمريكية، والذي يتميز بالمباشرة والابتعاد عن المفاوضات المطولة غير المباشرة التي اعتاد عليها الديمقراطيون.
ويتسم هذا النهج أيضًا بهدف استراتيجي في نهاية المطاف، بغض النظر عن الانتقادات التي قد تثار، وهو سعي الرئيس الأمريكي الحالي لنيل جائزة نوبل للسلام، وتحقيق إنجاز تاريخي لا يضاهيه فيه أي رئيس أمريكي آخر، وبالتالي لا يولي اهتمامًا كبيرًا لما يريده أردوغان أو نتنياهو في سوريا، بل يركز على تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، وهو النهج ذاته الذي يتبعه في لبنان.
وينطبق الأمر نفسه على إيران، حيث لا يعتبر توجيه ضربة عسكرية لها هدفًا في حد ذاته، بل يرى في الحلول العسكرية مجرد وسيلة لتهيئة الظروف المناسبة للتوصل إلى حل، وليس غاية بحد ذاتها. وفي سبيل تحقيق حلمه بنوبل، قد يكون الرئيس الأمريكي الحالي هو الرئيس الوحيد الذي يلتقي المرشد الأعلى الإيراني، تمامًا كما التقى رئيس كوريا الشمالية في فترته الرئاسية الأولى. وأخيرًا، لا يوجد دعم مطلق لأي طرف إذا ما تحول إلى عائق أمام تحقيق هذا الهدف، ولعل نتنياهو يرى أمامه الآن سيناريو مشابه لما حدث مع زيلينسكي، ويسعى للخروج بأقل الخسائر الممكنة.
يقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي استمع إلى نصيحة الصحفيين بأن الصورة تساوي ألف كلمة، ولذلك حرص على ارتداء ربطة عنق حمراء مماثلة لتلك التي ارتداها الرئيس الأمريكي، في محاولة لإظهار التوافق بينهما، إلا أن حجم التباين في وجهات النظر كان أكبر من أن يخفيه مظهر خارجي.